الأحد، سبتمبر ١٧، ٢٠٠٦

الذراع العارية غطيها و صوتي

عشرون كيلومتر...هي المسافة التي اقطعها كل يوم الي عملي قد تبدو للبعض مسافة قصيرة خاصة المقيمين في القاهرة لكنها تبدو لي هما احمل ثقله كل يوم يتعين علي فيه الذهاب الي العمل
يبدو الطريق طويلا مملا.. كغيره من طرق مصر مجري مائي تتناثر علي طوله القري... علي مرمي البصر لون اخضر مشوه ببقع خرسانية، ينتشر الحرفيين علي جانبي الطريق و تنتشر بقع الزيت علي حوائط محلاتهم
لا شئ يتغير خلال التسع سنوات الماضية نفس الطريق نفس المطبات نفس التشوه لا شئ يزيد اللهم الا يافطات الاخوان التي تساير الاحداث فمن الدعوة لمقاطعة الدانمارك الي الفرح بانتصار المقاومة اللبنانية
صور الرئيس تغرق الطريق تفصح عن حب الشعب الذي كما يظهر يصل الي حد التقديس فكل كيلومترا واحد توجد صورة لتذكرك بالتسبيح و التقديس لالهك الجديد
*********
يا الله لقد عمت التقدم الطريق.... لا لا يأخذك الشغف لتتخيل انه قد ازداد عرضا او قلت مطباته انما و لله الحمد قد ملأ جانبيه لوحات الاعلان العملاقة فمن شركات الدواجن الي شركات الجرارات الحارثة الي الادوات الكهربائية و تسابق الجميع لوضع اوجه فتيات الاعلانات، ها هي النجمة كما يسمونها غادة عبد الرازق تزين لوحة اعلانات كريازي صورة عادية لنجمة مطفية اساسا لا اعيرها انتباها
اصحي من غفوتي في احدي المرات لتقع عيناي علي لوحة كريازي ليلفت انتباهي ان احدهم غطي ذراع الممثله بدهان اسود يا الله كيف تسلق كل هذا العمود ثم كيف لاحظ انها عارية الذراعين " ترتدي الكات" و هو ما لم يلفت انتباهي ربما لعدم الاهمية
كل هذه السنون و صور الطاغية في ازدياد و لم يفكر احدهم في الاعتراض بالرغم من اقتراب الصور من الارض و تسلق احدهم عمودا طوله اربعة امتار ليغطي ذراع امرأه، آه.. لقد تدنست حرمة الطريق بهذه الصورة لكنها كما يبدو تزداد شرفا بصورالاله الجديد الآخذ عددها في الارتفاع كل يوم
لقد ذكرني هذا بتحليل قرأته منذ قرابة الستة اشهر علي مدونة مختار لفيلم شئ من الخوف يتعجب من ثورة اهل القرية عندما تعلق الامر بشرف امرأه بالرغم من سكوتهم كل هذه السنوات علي ظلم و قهر لا يتحمله انسان ذا دم حر
********
هل اختزلنا شرفنا في ذراع امرأه

5 Comments:

At ١:٤٥ ص, Anonymous غير معرف said...

ملاحظة جديرة بالانتباه
فعلا نحن نحيا في مجتمع فقد عقله
ذكرتني هذه السطور بجملة كتبها أحدهم أثناء أحداث الدنمارك
حيث قال لا فض فوه(لا اذكر نص الكلمات لكنني أذكر المعنى جيدا)
"سلبت أرضنا فسكتنا ، قتل الشيوخ و الأطفال فسكتنا ، لكن أن يسب رسول الله فلن نسكت
!!"
يبدو أننا لا نعرف حقا متى نسكت و متى نصرخ

 
At ١٠:٠٦ ص, Anonymous غير معرف said...

أنا دلوقتي بحاول أفهم ليه دور الدين بيتقلص في الحياة السياسية وبيتم حصره فقط في النواحي الأخلاقية زي محاربة العري أو في النواحي التراثية كالدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام كنوع من الانتصار لمتحف التاريخ الاسلامي وكأن الرسول لا يهاجم علي أرضنا أيضا... من الأشياء التي توصلت اليها أن تحجيم دور الدين بدأ مع زيادة معدلات العلمنة واضطهاد المشاريع المستمدة من الاسلام مثل الإخوان المسلمين أيام حكم ناصر واستمرار المسلسل علي نفس المنوال. وأيضا ضغط النخبة الحاكمة والمثقفين للتأكيد علي تقليص دور الدين. مع تزايد الضغط أعتقد أن المساحة الباقية للمتدينين أصبحت لا تتعدي التحذير من الوقوع في الزنا والتحذير من تفضيل الزوجة علي الأم وكذلك لبس الذهب والحرير للرجل حرام وضرورة الحفاظ علي الصلوات وتخفيض المهور والحجاب . لأن كمان اللي بيقف في مسجد ويقول لماذا لا يحكم مبارك بالشرع بيبات تاني يوم في المعتقل
. في عوامل كتير طبعا.

 
At ١٢:٢٧ م, Anonymous غير معرف said...

همممم أنا جه في بالي حاجة

بعض اليساريين العلمانيين بيشتكوا من الناس اللي اختزلوا اليسار في الدفاع عن حريات شخصية و أسلوب حياة و قضايا مثل حرية الفن و بس و ابتعدوا عن القضايا المرتبطة بالعدالة الاجتماعية و الديمقراطية و العدالة.

هل ممكن نعتبر دي ظاهرة موازية و مشابهة (مع التأكيد على أني شايف القضايا بتاعت الحريات الشخصية قضايا حقيقية و مهمة بعكس قضية ذراع فتاة الاعلانات).

أظن فيه حاجة أعمق و أوسع حاصلة لمجمعنا على بعضه مؤثرة على الناس بتشوف نفسها و مجتمعها و همومها و قضاياها ازاي و القمع لوحده مش تفسير كافي في مجتمعات القمع فيها ممكن يكون أسوأ لكن المجتمع حي و ديناميكي و الناس مشغولة بطيف هموم واسع و منخرطة فيه بجد.

أظن جزء من المشكلة أن الناس عندنا لما بتاخد موقف ما بيكون لاثبات هويتها أكثر من كونه لاحداث تغيير ايجابي.

 
At ١٠:١١ م, Blogger إيمــــان ســعد said...

ذكرتني بأحدى المقالات التي كنت قراتها من قبل حيث تكلم الكاتب عن انه الضجة التى تحدثها خيانة الزوج او الزوجة فى مجتمعنا اكبر بكثير عن تلك التى يتم احداثها عند خيانة الوطن

بمعنى ان خيانة الزوج او الزوجة تأثير ضررها سيكون فى نطاق عدد محدود جدا من الاضخاص بعكس خيانة الوطن التي تضر بجميع المواطنين

و الخطاب الدينى الذى اختزل دوره فى الغالب على الدفاع عن قضايا محدودة للغاية ليس بذات الاهمية بالنسبة لقضايا اخرى مثل الفساد المتفشي فى المجتمع لم يتم طرحها للنقاش لن اقول بنفس الاصرار و الكيفية و لكن بعشر المقدار .. فنتج عن هذا جذب انتباه الشعب المتدين بطبعه و الذي يتأثر كثيرا بكلام الشيوخ و الدعاة اكثر و اسرع من الاشخاص الاخرين الى تلك القضايا الثانوية ( كتغطية ذراع الفتاة) و شغل بها كل وقته تقريبا و تنحيت القضايا التى تمس اساس المجتمع الى اخر الاولوليات التى يتم عرضها للمناقشة و البحث عن كيفية لحلها

يوجد عندنا من وجهة نظري خلل فى ترتيب اولولياتنا

 
At ٣:٤١ ص, Anonymous غير معرف said...

excellent article
keep on

 

إرسال تعليق

<< Home

Free Web Counter
Free Web Counter

Designed by Little Sesame