عشرون كيلومتر...هي المسافة التي اقطعها كل يوم الي عملي قد تبدو للبعض مسافة قصيرة خاصة المقيمين في القاهرة لكنها تبدو لي هما احمل ثقله كل يوم يتعين علي فيه الذهاب الي العمل
يبدو الطريق طويلا مملا.. كغيره من طرق مصر مجري مائي تتناثر علي طوله القري... علي مرمي البصر لون اخضر مشوه ببقع خرسانية، ينتشر الحرفيين علي جانبي الطريق و تنتشر بقع الزيت علي حوائط محلاتهم
لا شئ يتغير خلال التسع سنوات الماضية نفس الطريق نفس المطبات نفس التشوه لا شئ يزيد اللهم الا يافطات الاخوان التي تساير الاحداث فمن الدعوة لمقاطعة الدانمارك الي الفرح بانتصار المقاومة اللبنانية
صور الرئيس تغرق الطريق تفصح عن حب الشعب الذي كما يظهر يصل الي حد التقديس فكل كيلومترا واحد توجد صورة لتذكرك بالتسبيح و التقديس لالهك الجديد
*********
يا الله لقد عمت التقدم الطريق.... لا لا يأخذك الشغف لتتخيل انه قد ازداد عرضا او قلت مطباته انما و لله الحمد قد ملأ جانبيه لوحات الاعلان العملاقة فمن شركات الدواجن الي شركات الجرارات الحارثة الي الادوات الكهربائية و تسابق الجميع لوضع اوجه فتيات الاعلانات، ها هي النجمة كما يسمونها غادة عبد الرازق تزين لوحة اعلانات كريازي صورة عادية لنجمة مطفية اساسا لا اعيرها انتباها
اصحي من غفوتي في احدي المرات لتقع عيناي علي لوحة كريازي ليلفت انتباهي ان احدهم غطي ذراع الممثله بدهان اسود يا الله كيف تسلق كل هذا العمود ثم كيف لاحظ انها عارية الذراعين " ترتدي الكات" و هو ما لم يلفت انتباهي ربما لعدم الاهمية
كل هذه السنون و صور الطاغية في ازدياد و لم يفكر احدهم في الاعتراض بالرغم من اقتراب الصور من الارض و تسلق احدهم عمودا طوله اربعة امتار ليغطي ذراع امرأه، آه.. لقد تدنست حرمة الطريق بهذه الصورة لكنها كما يبدو تزداد شرفا بصورالاله الجديد الآخذ عددها في الارتفاع كل يوم
لقد ذكرني هذا بتحليل قرأته منذ قرابة الستة اشهر علي مدونة مختار لفيلم شئ من الخوف يتعجب من ثورة اهل القرية عندما تعلق الامر بشرف امرأه بالرغم من سكوتهم كل هذه السنوات علي ظلم و قهر لا يتحمله انسان ذا دم حر
********
هل اختزلنا شرفنا في ذراع امرأه